[center]
أخبرتني إحدى زميلاتي في العمل – وهي إنسانة متميزة في أدائها الوظيفي – ، أنها كانت طرفاً في حوار يدور عن الحماس السعودي في البدايات والذي لا يلبث أن يتلاشى مع ظهور عقبات التنفيذ!..
استوقفتني عبارتها من عدة نواحي، فحماس البدايات الذي لا يستمر هو مشكلة في البناء الفكري تؤدي لتعطل الكثير من المشاريع، وإلى وأد الكثير من فرص النجاح والتنمية.. ورغم تأييدي لحقيقة وجود هذه المشكلة، غير أنني لا أتفق معها في حصر هذه الظاهرة على ” السعوديين ” فحسب، فهي مشكلة قد يقع فيها الكثيرون إذا ما توفرت لهم الظروف ليقعوا في فخ الحماس غير المنضبط..
سيناريو المشكلة؟
قد تخطر ببال أي منا فكرة، فتلوح له بوادر آثار إيجابية لا تحصى تترتب على تلك الفكرة، مما يجعلها محور تفكيره واهتمامه لتؤرق منامه، فيتخذ من بعدها القرار بأنها فكرة جديرة بالتنفيذ. من ثم يبدأ جمع فريق العمل – إن لزم الأمر – أو يباشر بتنفيذها بنفسه في أسرع وقت، فهي – في نظره ذلك الحين – فكرة لا تستحق الانتظار!
t]ont=Impact]ومع ظهور عقبات التنفيذ يبدأ الحماس يخبو قليلاً قليلاً.. ومن ثم تصبح الفكرة لا تستحق الجهد والوقت المبذول من أجلها، خصوصاً إن كانت فكرة أخرى غيرها قد بدأت تحلق في الأفق.. مما يستدعي أهمية صرف كل الجهود للفكرة الأخرى الجديدة، والتي يتكرر معها نفس السيناريو تقريباً، مع اختلاف بسيط غالباً ما يرتبط بما إن كانت الظروف تدعم استمرار تنفيذ الفكرة..
[/font]
.
قد نستمع لمحاضرة علمية حول طلب العلم الشرعي مثلاً، فيتقد حماسنا، فنقبل بكل ثقلنا نحفظ المتون والنصوص، ونملأ أرفف مكتبتنا بكل ما تقع عليه أعيننا من كتب في المكتبات، ونصرف كل الوقت في سبيل تحصيل طلب العلم الشرعي، وهو هدف رائع بلا شك.. وما يحصل في الحقيقة هو أن الطالب قد يجد أنه قد بدأ يواجه بعض الصعاب سواء مع إخوته طلاب العلم، أو في طلبه للعلم، فيبدأ يزهد في هذا الهدف، ويتخلى عنه تدريجياً حتى يفقده..
.
وقد نشاهد برنامجاً تلفزيونياً حول الصحة وأهمية اللياقة البدنية، فنلقي كل ما في مطبخنا من أطعمة غير صحية في سلة المهملات، لنشتري بدلاً عنها ما يسمى بالأطعمة العضوية أو الخاصة بالريجيم، وعدد من أجهزة الرياضة، ونبدأ ببرامج صارم لتخفيف الوزن وزيادة مستوى اللياقة البدنية.. ومن بعدها تأتي مناسبة أو اجتماع أسري تذوب فيه كل تلك الأفكار نتيجة رؤية ما لذ وطاب من الطعام والشراب، وينقلب الحرمان بعدها إلى شراهة مرعبة ذات آثار غير منطقية!
.
=Impact]]وفي عالم التدوين الكثير من هذه الشواهد، حيث أن شخصاً قد يشعر برغبة في الكتابة، أو يجد بأنه لا تنقصه القدرة على إنشاء مدونة، فيفتتح مدونة مجانية أو مدفوعة الثمن من أجل تحقيق هدفه بافتتاح مدونة، ثم ما يلبث بأن يهجر مدونته بعد فترة..
[/size]
.
أمثلة تتكرر في كثير من مجالات حياتنا وقراراتنا اليومية وإن كان بصور مختلفة.
تُرى.. لماذا لا نكف نتصرف بهذا الشكل غير المنطقي والذي يشبه إصرار الأطفال على شراء لعبة سرعان ما يهملونها بداعي أنها مملة، في حين لم تكن كذلك عندما لعبوا بها عند أصدقائهم!
.
أسباب المشكلة:
size=18">t]]جزء من أسباب مشكلة حماسة البدايات التي لا تكتمل متعلق بتوفر الإمكانات المادية، والتي تسهل عملية الشروع بتنفيذ أحد هذه المشاريع، فرغم ارتفاع ثمن الأجهزة الرياضية إلا أن الشخص قد يخصص غرفة في المنزل للأجهزة الرياضية، أو قد يسدد اشتراك عدد من الأشهر في أحد الأندية الرياضية، ويستمر حماسه لمدة يومين – تزيد أو تنقص – ..
وجزء كبير منها متعلق بإهمال ” دراسات الجدوى ” سواء كانت دراسة جدوى اقتصادية أو اجتماعية أو صحية أو غيرها.. فالأمور كما يقولون ” بالتساهيل ” و ” البركة ” وبدون أي تخطيط أو حزم، إنما بتراخي وعدم جدية – وإن لم يبد ذلك في البداية -..
إن عدم التخطيط لخطواتنا في هذه الحياة، واتخاذ القرارات بناء على أسس واهنة وغير متينة هو مشكلة تعرض مشاريعنا للانهيار!
وهكذا تمر أيامنا من فشل إلى فشل، ومن استسلام لاستسلام.. لينتج بعدها شخصية غير واثقة من قدرتها على الإنجاز!
.
[/size]
إذا عرف الداء، سهل الوصول إلى الدواء..
ح[size=18]تى نوقف استمرار هذا السيناريو المخيب لآمالنا، فعلينا أن نعترف بوجوده بداية. ومن ثم نحدد مواطن الخلل التي تسمح لهذه المشكلة بأن تتكرر..
فقد يكون السبب هو:
- إهمال التخطيط في حياتنا..
- عدم وجود أهداف سليمة واضحة يبني عليها العمل..
- إهمال الاهتمام بأوجه الاستثمار والاستفادة من الإمكانات المادية المتاحة ..
- عدم الجدية، وأخذ الأمور ببساطة مبالغ فيها..
- عدم وجود نية صالحة، تثبت الشخص عند العقبات..
- عدم وجود معرفة بطبيعة المشروع، وكيفية تنفيذه بشكل صحيح وثابت..
.
وقد يكون غير ذلك من الأسباب.. المهم أن نعرف ما هو السبب ونجتهد في علاجه، ولا نلقي باللوم على الظروف أو على أنفسنا بشكل يحبط ما بقي من طموح وأمل..
فشيء من الجدية والعزيمة والتخطيط ووضوح الهدف والاستعانة بالله عز وجل سيغير الكثير بالتأكيد، وسيجعل الكثير من الأحلام تصبح حقيقة بإذن الله.. [b]
الكاتب :ريم حسن من مدونتها حياتك غير
أخبرتني إحدى زميلاتي في العمل – وهي إنسانة متميزة في أدائها الوظيفي – ، أنها كانت طرفاً في حوار يدور عن الحماس السعودي في البدايات والذي لا يلبث أن يتلاشى مع ظهور عقبات التنفيذ!..
استوقفتني عبارتها من عدة نواحي، فحماس البدايات الذي لا يستمر هو مشكلة في البناء الفكري تؤدي لتعطل الكثير من المشاريع، وإلى وأد الكثير من فرص النجاح والتنمية.. ورغم تأييدي لحقيقة وجود هذه المشكلة، غير أنني لا أتفق معها في حصر هذه الظاهرة على ” السعوديين ” فحسب، فهي مشكلة قد يقع فيها الكثيرون إذا ما توفرت لهم الظروف ليقعوا في فخ الحماس غير المنضبط..
سيناريو المشكلة؟
قد تخطر ببال أي منا فكرة، فتلوح له بوادر آثار إيجابية لا تحصى تترتب على تلك الفكرة، مما يجعلها محور تفكيره واهتمامه لتؤرق منامه، فيتخذ من بعدها القرار بأنها فكرة جديرة بالتنفيذ. من ثم يبدأ جمع فريق العمل – إن لزم الأمر – أو يباشر بتنفيذها بنفسه في أسرع وقت، فهي – في نظره ذلك الحين – فكرة لا تستحق الانتظار!
t]ont=Impact]ومع ظهور عقبات التنفيذ يبدأ الحماس يخبو قليلاً قليلاً.. ومن ثم تصبح الفكرة لا تستحق الجهد والوقت المبذول من أجلها، خصوصاً إن كانت فكرة أخرى غيرها قد بدأت تحلق في الأفق.. مما يستدعي أهمية صرف كل الجهود للفكرة الأخرى الجديدة، والتي يتكرر معها نفس السيناريو تقريباً، مع اختلاف بسيط غالباً ما يرتبط بما إن كانت الظروف تدعم استمرار تنفيذ الفكرة..
[/font]
.
قد نستمع لمحاضرة علمية حول طلب العلم الشرعي مثلاً، فيتقد حماسنا، فنقبل بكل ثقلنا نحفظ المتون والنصوص، ونملأ أرفف مكتبتنا بكل ما تقع عليه أعيننا من كتب في المكتبات، ونصرف كل الوقت في سبيل تحصيل طلب العلم الشرعي، وهو هدف رائع بلا شك.. وما يحصل في الحقيقة هو أن الطالب قد يجد أنه قد بدأ يواجه بعض الصعاب سواء مع إخوته طلاب العلم، أو في طلبه للعلم، فيبدأ يزهد في هذا الهدف، ويتخلى عنه تدريجياً حتى يفقده..
.
وقد نشاهد برنامجاً تلفزيونياً حول الصحة وأهمية اللياقة البدنية، فنلقي كل ما في مطبخنا من أطعمة غير صحية في سلة المهملات، لنشتري بدلاً عنها ما يسمى بالأطعمة العضوية أو الخاصة بالريجيم، وعدد من أجهزة الرياضة، ونبدأ ببرامج صارم لتخفيف الوزن وزيادة مستوى اللياقة البدنية.. ومن بعدها تأتي مناسبة أو اجتماع أسري تذوب فيه كل تلك الأفكار نتيجة رؤية ما لذ وطاب من الطعام والشراب، وينقلب الحرمان بعدها إلى شراهة مرعبة ذات آثار غير منطقية!
.
=Impact]]وفي عالم التدوين الكثير من هذه الشواهد، حيث أن شخصاً قد يشعر برغبة في الكتابة، أو يجد بأنه لا تنقصه القدرة على إنشاء مدونة، فيفتتح مدونة مجانية أو مدفوعة الثمن من أجل تحقيق هدفه بافتتاح مدونة، ثم ما يلبث بأن يهجر مدونته بعد فترة..
[/size]
.
أمثلة تتكرر في كثير من مجالات حياتنا وقراراتنا اليومية وإن كان بصور مختلفة.
تُرى.. لماذا لا نكف نتصرف بهذا الشكل غير المنطقي والذي يشبه إصرار الأطفال على شراء لعبة سرعان ما يهملونها بداعي أنها مملة، في حين لم تكن كذلك عندما لعبوا بها عند أصدقائهم!
.
أسباب المشكلة:
size=18">t]]جزء من أسباب مشكلة حماسة البدايات التي لا تكتمل متعلق بتوفر الإمكانات المادية، والتي تسهل عملية الشروع بتنفيذ أحد هذه المشاريع، فرغم ارتفاع ثمن الأجهزة الرياضية إلا أن الشخص قد يخصص غرفة في المنزل للأجهزة الرياضية، أو قد يسدد اشتراك عدد من الأشهر في أحد الأندية الرياضية، ويستمر حماسه لمدة يومين – تزيد أو تنقص – ..
وجزء كبير منها متعلق بإهمال ” دراسات الجدوى ” سواء كانت دراسة جدوى اقتصادية أو اجتماعية أو صحية أو غيرها.. فالأمور كما يقولون ” بالتساهيل ” و ” البركة ” وبدون أي تخطيط أو حزم، إنما بتراخي وعدم جدية – وإن لم يبد ذلك في البداية -..
إن عدم التخطيط لخطواتنا في هذه الحياة، واتخاذ القرارات بناء على أسس واهنة وغير متينة هو مشكلة تعرض مشاريعنا للانهيار!
وهكذا تمر أيامنا من فشل إلى فشل، ومن استسلام لاستسلام.. لينتج بعدها شخصية غير واثقة من قدرتها على الإنجاز!
.
[/size]
إذا عرف الداء، سهل الوصول إلى الدواء..
ح[size=18]تى نوقف استمرار هذا السيناريو المخيب لآمالنا، فعلينا أن نعترف بوجوده بداية. ومن ثم نحدد مواطن الخلل التي تسمح لهذه المشكلة بأن تتكرر..
فقد يكون السبب هو:
- إهمال التخطيط في حياتنا..
- عدم وجود أهداف سليمة واضحة يبني عليها العمل..
- إهمال الاهتمام بأوجه الاستثمار والاستفادة من الإمكانات المادية المتاحة ..
- عدم الجدية، وأخذ الأمور ببساطة مبالغ فيها..
- عدم وجود نية صالحة، تثبت الشخص عند العقبات..
- عدم وجود معرفة بطبيعة المشروع، وكيفية تنفيذه بشكل صحيح وثابت..
.
وقد يكون غير ذلك من الأسباب.. المهم أن نعرف ما هو السبب ونجتهد في علاجه، ولا نلقي باللوم على الظروف أو على أنفسنا بشكل يحبط ما بقي من طموح وأمل..
فشيء من الجدية والعزيمة والتخطيط ووضوح الهدف والاستعانة بالله عز وجل سيغير الكثير بالتأكيد، وسيجعل الكثير من الأحلام تصبح حقيقة بإذن الله.. [b]
الكاتب :ريم حسن من مدونتها حياتك غير